في بعض الأحيان تجد نفسك أمام أبواب مغلقة، تجد نفسك عالقاً بنواياك غير المحققة، وتتساءل عن الأسباب.
وتقسم أنك حددت نواياك وبذرت بذورها، اجتهدت وخططت وسعيت لها، ولكنها ما زالت عالقةً ولم تتحقق.
أو في بعض الأحيان بعد الدعاء ووضع النية تشعر بكثير من الاضطراب أو الضيق أو الغضب، مع أنك كنت في أعلى حالات الاتصال، أو حتى بعد وضع نية واضحة وصادقة في قلبك.
هذا ما نسميه الرد المباشر من روحك وبياناً منها أن نواياك لن تتحقق بالصورة التي تريد.
أدعو لك أن تكتشف نواياك الصادقة، لأنها نوايا حقيقية محققة التي أُرسلت من ذاتك الحقيقية.
ما هي النية الصادقة:
عندما تكون متصلاً بعمق تطفو جميع الاعتراضات الخفية على ما تريد، فكل حدث سلبي بعد أي نية هو رسالة لك لتحريره، لكن ما يحصل مع الأغلبية أنهم يشعرون بالعجز وتختلط عليهم الأمور.
كل ما يحدث لك جاء لصالحك ولكنك لم تفهم الرسالة بعد.
الدعاء طوال الليل من قلب صادق واقترانه بحدثٍ سيئ وردة فعل سيئة، هذا ما يمنع النية من الظهور.
وذلك لعدم توافق ما تحمله في قلبك مع ما تحمله في عقلك وروحك.
وانتبه أنا هنا أقصد وأعني من يتكرر معهم هذا الأمر.
إذاً متى تتحقق النوايا؟
الجواب هو تكون نوايا محققة عندما تكون صادقة.
كيف تكون النوايا صادقة؟
عندما تنويها لا تشعر بانخفاضٍ في مشاعرك أو ارتباك أو خوف أو قلق تجاه هذه النية، مشاعرك صادقه وخالية من أي مشاعر منخفضة.
تشعر بعدها بأبواب معينة بدأت تفتح لك، إلهامات إلهية تُرشدك في طريقك نحو تحقيق هذه النية.
تسخير ودعم في جميع مساعيك، وكأنه تسخير إلهي لك في جميع جوانب الحياة.
هل استوعبت؟
-الأيام ستفاجؤك دائماً بمحصول نواياك الحقيقية وستندهش جداً لأنك كنت تظن أن بذرة الشر ستعود بالخير عليك.
ولم تدرك أن القدر أرض خصبة فما تزرعه فيها ستجنيه بوفرة.
وأن زرع الشر وخداع الآخرين ستحصد محصولاً يظهر في واقعك يوماً ما ويكشف المحصول طبيعة النوايا المزروعة.
فكما تدل الثمرة على الشجرة، يدل الواقع على النوايا في العمق!
ولا تنسَ أن الشكوى والسخط والحقد والغل والكراهية والغيرة والكبر والشماتة والخيانة والغدر والانتقام هي نوايا خبيثة مهما كانت المبررات، ستثمر واقعاً مريراً بطعم المعاناة.
– أما الشكر والامتنان والحب والتسامح والقبول والرضا والصدق والإخلاص والرحمة وحب الآخرين وتمني الخير لهم هي نوايا طيبة محققة ستثمر واقعاً رائعاً مليئاً بالسلام والاطمئنان.
وهنا سيدرك كل شخص أن واقعه هو انعكاسه العميق الذي غالباً لا يدركه في نفسه.
وكذلك سيدرك المخادع أن طوال رحلة خدّاعه لنفسه وللآخرين أنه لن يجني من مزرعة أيامه سوى ما قام بزراعته في العمق وليس ما أوهم نفسه والآخرين بزراعته.
الحياة انعكاسك شئت أم أبيت، انعكاس أفكارك ونواياك ومعتقداتك وأفعالك …
-لذلك إذا أردت أن تعرف حقيقة شخص فانظر لمحصول واقعه بصفة عامة سيؤشر لك على بذور ه الحقيقية في الماضي.
نحن هنا في طريقنا إلى بناء عالمنا الجديد، في طريقنا إلى بناء نسختنا الجديدة، ومن الضروري أن تطيب نواياك وما يدخل معها من أفكار ومشاعر وسلوك وحتى طاقة (قريباً جداً دورة فيها قفزة عظيمة).
انتبه لنواياك فمجرد أمنية غير طيبة هي نية خبيثة قد تثمر في واقعك وتجني ثمارها.
توقف عن النوايا غير الجيدة لأن ما ترسله ستستقبل مثله وأكثر.
وهنا ستعرف أن كل ما أطلقته من نوايا سلبية (مشاعر سلبية) على الآخرين، مهما كانت المبررات ستدور وتدور لتصيبك.
تمرين اليوم:
كن طيباً في العمق وازرع بذور الطيب والمحبة مهما تعرضت لغدر وخيانة..
سوف تدهش من اختفاء الكارما السلبية من حياتك بكل منغصاتها وتبدأ الكارما الإيجابية تظهر كالنجمة اللامعة في سماء حياتك وتبدأ مشاعرك الإيجابية تجتاح حياتك.
مع محبتي : رنا مالك