– الله سبحانه وتعالى خلق الكون بكل ما فيه من مخلوقات، وخلق لهم كل ما يحتاجون إليه من مصادر لضمان استمرارية الحياة.
ومن طبيعة الحياة أنها متجددة الموارد؛ فيمكن أن نقول إن ما يحتاجه البشر من الحاجات الأساسية , ومال وغيرها، متوفر يبشكل لاينضب وهو متجدد ما دامت الحياة. وعليه فإن الأصل في الأشياء الوفرة وليس الندرة.
ما دام الأمر كذلك، فلماذا يعاني كثير من الأفراد شُحاً في مواردهم، حيث أن دخلهم لا يكفيهم؛ مما يضطرهم إلى دخول دوامة الاقتراض من غيرهم أو من الأفراد والمؤسسات ؟
وربما يقضون حياتهم وهم مدينين لغيرهم، بل ربما يُخلّفون لوَرَثتِهم الكثير من الديون بعد رحيلهم عن الدنيا؟ وللإجابة عن هذا السؤال…
نقول، إن المشكلة لا تكمن في ندرة الموارد، بل في وجود افكار الندرة بالاضافة لعدم وجود ادارة مالية جيدة .
-وبناء على ما سبق فإن قانون الوفرة يتحقق في كل شيء، (سواء كان ماديا أو معنويا؛) فهناك وفرة في الحب أو السعادة أو العلم أو المال أو الوقت، وغير ذلك. كما أن هذا القانون لا ينطبق على البعض من البشر دون غيرهم، بل إنه ينطبق على جميع البشر دون استثناء.
-ولكن يَحصَل أن البعض يخالف هذا القانون بسبب سلوكه وتصرفاته وأفكاره ومعتقداته وقناعاته ومشاعره الشخصية تجاه الحياة، فتكون النتيجة ذات تأثير سلبي عليه، وقد تؤدي إلى شقائه وتعاسته وربما يعاني بسببها من الاكتئاب والحزن، وحتى الانتحار في بعض الحالات! إذن، فالموضوع جَدُّ خطير.
-وعلى الجهة المقابلة، نجد النُدرة، والتي تُعبِّر عن إحساس الفرد بقلة الموارد – بما في ذلك المال – ونقص الإمكانات وقلة الفرص أو حتى انعدامها و السؤال المهم والخطير هنا والذي سوف يفتح لك (لمبة) في رأسك؟
1. تعلم كيف تكون سعيدا وراضيا بما تملك، فإنك إن لم تفعل فلن تستطيع الاستمتاع بما يمكن أن يستجد من ظروف في حياتك؛ فقدرتنا على الاستمتاع تنبع من طريقتنا في الحياة وليس من الأشياء الخارجية؛ فالإحساس بالإشباع النفسي هو شيء ينبع من دواخلنا.
2. رَكّز على ما تملك: لا تشغل نفسك بما لا تملكه الآن، فقط ركز على ما تملكه، وحينها ستشعر أنك تعيش في وفرة وسِعَة.
3. امن أنك تستحق الأفضل: لا تنظر إلى نفسك نظرة دونية تجعلك تشكو من القلة والندرة. أنت تستحق الأفضل دائما، وهناك وفرة في كل شيء حولك، لا يجعلك تعيش في وفرة لوحدك فحسب، بل أن هناك ما يكفي للجميع.
4. قدم واعطي وتصدق: ولا يقتصر ذلك على المال فقط، بل يتعداه إلى كل شيء. فإذا أردت أن تصل إلى حالة الوفرة فعَوّد نفسك على زيادة العطاء، لأن الإمساك سوف يُشعِرك بالندرة.
5. الوفرة لا تعني تَمُلّك الأشياء، وإنما هي حالة تستطيع التوافق معها. إن مدى الحاجة إلى الأشياء، والتمسك بها يجعلنا نحكم عليها بالندرة لأننا نتعامل معها بالخوف من فقدانها أو قلتها. يقول الكاتب والمحاضر العالمي واين داير : “إن حياة الوفرة لا تعني بالضرورة حياة نجمع فيها الأشياء، ولكنها حياة ننمي فيها إحساسا روحيا بعدم وجود حدود لكل شيء”.
مع محبتي:
رنا مالك
#رحلة_وعي