التعلق الأنثوي.

-التعلق الأنثوي

استمع كثيراً خلال استشاراتي الى قصص الفتيات في الحب وكيف تنتهي قصة الحب بينها وبين الشخص التي اعتقدت في يوم من الأيام أنه سيصبح شريك حياتها  وكيف ينشأ هذا  الخلاف بسبب التعلق الكبير بالطرف الآخر!!

-التعلق بمفهومه هو :

التعلق بمفهومه العام سواء كان بالأشياء أو بالأشخاص في حياتنا قد يكون عائقاً لنا عن الراحة والتقدم في حياتنا، لأنه يكون سجناً لما نتعلق به.

الأشخاص الذين نتعلق بهم يشعرون بذلك، ولأنهم يحبون أن يكونوا أحراراً، يحاولون الهروب منا، مهما كانت درجة الحب أو الصلة.

وأفضل من تكلم عن موضوع التعلق هو ديفيد هاوكينز في كتابه (السماح بالرحيل).

وذكر أن الرغبة الشديدة في الشيء مثل (التعطش) تماماً، كثيراً ما تمنعنا من الحصول على ما نريد، إذا تعمقنا أكثر في مفهوم ومعنى التعلق سنقول: أنه التبعية وهذا المفهوم (أي التبعية) يحمل في جوهره الخوف من الخسارة، ومعنى أن تسلم هنا أو تسمح برحيل التعلق، بالأشخاص، أو بالأشياء، في حياتك أي أن تكون لديك مشاعر قوية تجاه أمر ما بالإضافة ليقين قوي أنه لا مشكلة في أن يحدث هذا الشيء أو لا يحدث.

♦️ في البداية دعونا نفهم كيف ينشأ هذا التعلق؟

ينشأ هذا التعلق بسبب طاقة الذكورة بداخلها و علاقتها مع والدها واخوانها وبالذات في المجتمعات الذكورية ، والتي غالباً ماتفرض سيطرتها وسلطتها على الأنثى.

و بالتالي هذا مايجعلها تبحث عن الرجولة ( الحق) في الخارج بلهفة لأنها فاقدة لها .
فتبدأ بالبحث خارجها , وبسبب أنها  تعرضت لسيطرة عالية  في الماضي وعدم الاحتواء .  فقد حرمت من عاطفة والدها ، وحتى لو الوالد اعتقد  أنه يحبها  الا أنه وبحكم وعيه يمارس مبدأ السلطة الأبوية . و هذا مايجعل هناك حواجز بينها وبين أبيها.

ولأنه لاتوجد  علاقة محبة و صراحة و شفافة مع والدها  تبدأ هذه الأنثى  تفتقد هذا الرجل منذ صغرها.
و خلال فترة المراهقة أيضاً  هي تفتقده بشدة و لاتشعر بوجود الرجل الحق المحب لها والسند ، فالوالد يراها كبيرة و لايجوز أن يقبلها أو يراعيها بلطف أو يحضنها ويحسسها بالأمان و بالمقابل أيضا علاقتها مع اخوتها
تكون مبنية عل الحياء او السلطة او الخوف او الصراع او عدم الوضوح والمحبة  بمعنى  أنها  أجبرت ان تخفي حضورها في وجودهم.

 

– لذلك لاتستطيع أن تكون على حقيقتها و هذا مايجعلها تقمع طاقتها الأنثوية و يبدأ يحدث خمول في طاقتها الذكورية ( لأن لكل منا طاقتين ( ذكوره وانوثه) بنسب مختلفه.
– فتبدأ تبحث عنها في الخارج بطريقة مبالغ فيها لأنها تريد أن تتغذى مشاعريا َ تحاول أن تحصل على كل ما لم تحصل عليه لسنوات

  • ومن هنا تتصرف بطريقة خاطئة مع شريك الحياة وتتعلق به تعلق مرضي الى أن يبدأ هذا الشاب أو الرجل يشعر وكأنه بسجن فيهرب منها اذا باءت محاولاته بالفشل في ردعها. او يتعامل معها بسلطة كما كان يفعل والدها ، والسبب :

♦️ أنها لم تنظف وتتحرر من جروحها و لم تتصالح معها فتتكرر  نفس السيناريوهات ولكن تكون فقط الوجوه مختلفة .

♦️ وأيضاً  نجد كيف أن الأم تميل الى أولادها الذكور عندما تنجب  ذكراً  فتبدأ تمارس بعض الأخطاء ,  تعطيه فائض حنان ورعاية وحب مبالغ فيه وذلك بسبب رغبتها في الانسجام مع الطاقة الذكورية ظنا منها انه سيفعل ما لم يفعله والدها أو  زوجها أو اخيها أو الشريك.

 

تمرين :

تخيل وجود نسختين منك  على سبيل المثال اسمك منال  فكأن (منال  ومنال ) موجودتان

منال النسخة الأولى التي يشعر بالوله والحنين والاشتياق، ومنال النسخة الثانية التي تراقبك وتشاهدك بصمت وحب دون أي محاكمة عليك أو استنقاص أو إدانة، فقط أنت محتاج هنا لغة الروح ( الصمت) والمراقبة (بحب).

اسمح لمشاعرك بالمرور وأنت في حالة صمت ( تشاهد وأنت صامت). الأنا سوف تُعارض وتشعر بشدة الهيجان في داخلك، لا يهم فقط استمر دون مقاومة.

الأنا سوف تقاوم وعيك وحضورك ومراقبتك من الممكن الشعور بعدم القدرة على الاستمرار , ولكن لا تيأس أرجوك استمر بتطبيق هذا التمرين وستحصد نتائج جميلة جدا , استمر بالحضور والمراقبه فقط راقب ماذا يحدث بصمت وتقبل .

 

مع محبتي :

#رنا_مالك