-الكثير منا يشتكي من أحداث ومواقف تحدث معهم , سواء في بيئة العمل مع الزملاء أو مع المدير أو مثلاً من بقائه لسنوات عديدة على نفس الدرجة الوظيفية!! المرور بصعاب وتحديات ومنعطفات ضيقة عديدة, ضعف الامكانات, الحيرة والشكوك , الشعور بالرفض , سوء معامله الأشخاص المحيطين بك سواء مع الوالدين أو الاخوان او الأصدقاء أو حتى مع الزوج.
-كيف أكون أنا السبب؟
عليك أن تعرف أن طاقتك السلبية الناتجه عن سوء توقعاتك تجاه الآخرين وتجاه نفسك و ( تقبلك للأحداث) أصبحت كارما ارتدت إليك, كارما تعني( الجزاء من جنس العمل). فأنت دائماً تتوقع مايؤذيك ! وسر الأسرار لهذا اليوم الذي أريد اخبارك به , أن جميع مامررت به عوامل ضرورية لنموك .
يقول ريتشارد كارلسون :(القبول هو الحل النهائي) ويقول :(قد يبدو القبول سلبياً ولكن عندما تحاول أن تمارسه ستجد أنه بعيد كل البعد عن السلبية, قد يبدو أحياناُ أنه صعب ولكن ما ان تتذوق حلاوة الحرية التي يجلبها لك سوف يصبح القبول من عاداتك المتأصلة)
هو القدرة على الشعور بالتقدير تجاه كل صفات نفسك بلا شروط, بمعنى أن تقدّر الصفات الجيدة, وكذلك تقدّر وتقبل الصفات التي ترى أنها تحتاج الى تحسين.
تبدأ عملية تقبل الذات بادراك الانتقادات ضدك والتخفيف من وطأتها حتى يتم تقييم كل جزء من ذاتك, بالاضافة الى ذلك من المهم أن تتوقف عن اطلاق الأحكام واللوم وتميل بدلاً من ذلك الى الاعتدال والتعاطف مع نفسك.
كثيراً ماتسمع عبارات مثل: ( من يعيش في وئام مع نفسه , يعيش في وئام مع العالم ) , فكم من المرات التي شعرت فيها بالاحباط لأن الاشخاص الاخرين لايتصفون بالطريقة التي تتوقعها منهم؟ أو شعرت بالضيق بالضيق لأنك تريد أن تكون سعيداً ؟ لكن القلق يرافق حياتك وتجد أنك غاضب من الأشياء الصغيرة دون معرفة الأسباب .
الحل : في قبول شكل حياتك وتحقيق السلام الداخلي , والخلل استمرارك في الصراع مع الواقع حتى النهاية
اذ أن القبول هو التخلي عن الصراع و ليس عن أحلامك . فبدلاً من أ ن تتمنى حياة مختلفة ابدأ يتحويل حياتك الى الأفضل عن طريق التقبل .
البعض يوحى أو يخيل اليه أن القبول هو الاستسلام , لأننا معتادون على مواجهة مستمرة ضد الواقع الذي لا نقبله , ونظن أن القبول هو فقط للجبناء , وفيه ابتعاد عن رغباتنا وأحلامنا .
صدقني بقبولك وانفتاحك تجعل من تجاربك المؤلمة عاملاً في تكوينك , وتبعدك عن المعاناة والبحث عن أشخاص أو عذر كان سبباً في واقعك السلبي ورغبتك بالانتقام منه.
صراعك الداخلي لن ينتهي بانتقامك من هؤلاء الأشخاص , وانما بما تحاول القيام به للتخلص من معاناتك. وأيضاً عليك أن ترفع سقف توقعاتك ،وأن لا تتوقع ما لا تريد هذا باختصار.
بمعنى ، كُن في حالة سلام دائم كن ودوداً و لطيفاً سلم على من تحب ومن لا تحب( أين المشكلة) في النهاية أجرك على الله أحب حياتك ومن فيها وتقبلها حالياً كما هي لأنك ستغيرها بالتدريج ولا تتوقع شئ لا تريده لكي لاتزرع بذورها ثم تجنيها.أصلح نواياك اي بذورك لتعيش في نعيم .
بداية الشفاء من ألم الصراع مع الواقع يتطلب منك ممارسة فن القبول , لأنه عندم تمارس فن القبول , من الطبيعي أن تخرج مما أنت عليه الان , في البدايات نعم قد تشعر بخيبة أمل وحزن وربما خوف , لكن نصيحتي اليك لا تضيف ألم عدم القبول لتلك المشاعر فتزيد الأمور سوءاً وبذلك سوف تساعدك ممارسة القبول في مثل هذه المواقف على الاستعداد لظروف أكثر صعوبة في الحياة.
أن مقاومة الواقع تؤخر شفاءك وتضيف ألماً ومعاناةً الى ألمك الأساسي , وعند ممارسة القبول باستمرار قد تكون أكثر استعداداً لمواجهة التجارب الأصعب في الحياة.
على سبيل المثال: قبول ازدحام المرور , يخفف من معاناتك في تلك اللحظة , واختباراً لقدرتك على تقليل معاناتك في الموقف الأكثر صعوبة .
القبول نعمة وسط الشدائد , وفبولك بالأمر الواقع سيجعل ألمك أقل تأثيراً بك , فالمصائب والشدائد والكرب هي امتحان من الله تبارك وتعالى , والقبول والتسليم فيها هو صبر تجزى عليه بما يرضيك.
لقوله تعالى :(وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون)البقرة :155
مايخرج منك يرتد إليك.فبذرة الشر ترتد إلى نفسك فتؤذيها, كن شخص سلامي تحب السلام وممتلئاً بالحب.
تقبل كل من حولك وكل أحداث حياتك لتستطيع تقبل ذاتك .
-لو دخلت في عمق العقل اللاواعي لوجدت أن توقعك لأشياء قبل وقوعها ونيتك السلبية تجاه الغير والحكم عليهم مسبقا وعدم تقبلك للأحداث التي تمر بك هي أحد الاسباب الرئيسية لتواجد المشاعر السلبية المتكرره !
اذن عندما تكون في رحله التحرر والوعي والتطهير والرقي ستفهم أن صعوبة التقبل لديك , هي مشاعر بسبب المعتقدات القديمة وبسبب أحداث الطفولة , وأيضا بسبب الأحداث السلبيه التي حدثت لك على مدى حياتك فأنت تضع توقع وتحليل مسبق للأحداث ثم لا تستطيع تقبلها .
تذكر أنك لاتستطيع أن تغير أي حدث أو أي واقع مؤلم , وكل حالات التوقعات أو الرفض التي بداخلك لاتغير مانحن فيه ولاتبدله .
لذلك من اليوم درًب نفسك على التقبل , ابدأ بموقف واحد بسيط نوعاً ما كنت لا تتقبله في السابق , وابدأ من اليوم بتقبله وسلمه لله . بالتدريج أعد المحاولة مرة أخرى على أمور أكبر وأكثر أهمية.
♦️سلاماً وحباً وجمالاً يملأ قلوبكم.
مع محبتي لكم:
رنا مالك.